يقوم رائد الأعمال بدور هامّ في خدمة المجتمع ودعم الابتكار، إضافة إلى تنمية أرباحه الشخصية ودفع عجلة النمو في الدولة. كان تطرق العديد من الخبراء قديمًا وحديثًا إلى تفسير وتعريف معنى كلمة “رائد أعمال”؛ في السطور الآتية، نتطرق إلى بعض التعريفات.

من هو رائد الأعمال؟

بحسب فهد الثنيان، مستشار أول ومُتخصّص في دعم وتطوير الـأعمال، هناك اختلاف حول تعريف رائد الأعمال؛ يقول الثنيان: “كان ريتشارد كانتيلون أول باحث يولي اهتمامًا كبيرًا برائد الأعمال، فهو قدم مفهومًا متكاملًا عن رائد الأعمال ووصفه الوظيفي، ولفت إلى أن رائد الأعمال مضارب، لكن وفق مستوى مخاطرة أقل بكثير، فالعامل المحفز له هو الربح المحتمل الناتج من نشاط معين أي الشراء بسعر معين والبيع بسعر غير محدد”.

إقرأ أيضا:نصائح تساعدك في تقديم نفسك في بيئة العمل بشكل احترافي

كما يستشهد الثنيان بجان بابتيست ساي، مفكر وعالم اقتصاد، وقوله إن رائد الأعمال هو النوع المتفوق من العمال والمنسق والقائد الحديث والمدير داخل مؤسسته أي هو مدير فائق القدرات لأن عمله يحتاج إلى مزيج من الصفات النادرة والخبرة (الحكمة والمثابرة ومعرفة عالم الأعمال وفن الإشراف والإدارة)، كما هو يُظهِر الاستقامة والانتظام.
من جانب فرانك نايت، اقتصادي أميركي، رائد الأعمال هو شخص يتخذ قرارات العمل في ظل ظروف عدم اليقين، الشعور الناتج عن عدم وجود أساس للاحتمالات الموضوعية وإمكانية لقياسها، لكن من الواجب اتخاذ القرارات باستخدام الحكم الذاتي. يربح رائد الأعمال مكافأة على حسن التقدير، كما يُنظر إليه على أنه واثق ومغامر.

ويتابع الثنيان الإدلاء بتعريفات عن رواد العمل، ليستشهد بمفهوم شومبيتر، والأخير عالم ومؤرخ اقتصاد نمسوي، فيقول إن “المفهوم جمع 3 مفاهيم مختلفة عن رائد الأعمال، فهو الذي يتحمل المخاطرة ويبتكر ويُنسق ويدفع النمو الاقتصادي قدمًا”، مضيفًا أن “طرح شومبيتر يخل بالتوازن الحالي إذ لأن الابتكار عملية اقتصادية فوضوية لا يمكن التنبؤ بها أو نمذجتها باستخدام الأساليب التحليلية القائمة على التوازن والمستخدمة في النظرية الاقتصادية السائدة”.
من جانب إسرائيل كيرزنر، خبير اقتصادي في المدرسة النمسوية، رائد الأعمال هو رجل يتنبّه لفرص الربح المتوافرة بسبب عدم توازن السوق، فيما يقول البروفسور هارڤي ليبنشتاين إن ريادة الأعمال هي استجابة إبداعية لفرصة غياب الكفاءة، فرائد الأعمال هو من يسدّون الفجوات، ولديه القدرة على إدراك فرص السوق وتطوير سلع أو خدمات جديدة لم تتوافر من قبل، إذ يفترض أنّ لدى رائد الأعمال قدرة خاصة على ربط الأسواق وتعويض أوجه القصور فيها. كما يُعرِّف ديڤيد أودريتش رائد الأعمال بأنّه الحلقة المفقودة بين الاستثمار في المعرفة والنمو، ويرى أن رائد الأعمال هو الذي يضيف قيمة إلى الاكتشاف العلمي.

إقرأ أيضا:تعرفوا إلى بعض الخطوات الرئيسة لإدارة المشاريع الريادية

رائد الأعمال ليس رجل الأعمال

يخلص الثنيان إلى تقديم تعريفه برائد الأعمال، قائلًا إن “هناك خلط بين رجل الأعمال ورائد الأعمال، نتيجة التطور الطبيعي للمفهوم عبر الزمن، فرائد الأعمال كما يوصف اليوم هو فئة متطورة من رجل الأعمال ويحتل مستوى أعلى مقارنة برجل الأعمال التقليدي، وذلك لأنه يتميز بالعمل وفق نموذج قائم على رؤية ومخاطرة أكبر لا تخلو من الابتكار”.